- MONYvery good
العنوان : قلب يسوع
شفيعك : البابا كيرلس والانبا مقار
عدد الرسائل : 830
العمر : 32
نقاط : 7182
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الشباب وحياة العــفـة
السبت أكتوبر 23, 2010 12:42 pm
+ الشباب وكيف يحياة حياة العفة +
+العفة وكيف يتم اقتناء هذه الفضيلة فى ظل مغريات المجتمع وشهوات العالم +
نقرأ بنعمة المسيح جزء من الاصحاح الرابع من رسالة
معلمنا بولس الرسول الاولى الى اهل تسالونيكى
بركاته علينا امين .
" فمن ثم ايها الاخوة نسألكم ونطلب اليكم فى الرب يسوع
انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا وترضوا الله تزدادون اكثر لانكم تعلمون اية وصايا
اعطيناكم بالرب يسوع , لان هذة هى ارداة الله قداستكم ان تمتنعوا عن الزنا ,
ان يعرف كل واحد منكم ان يقتنى اناةء بقداسة وكرامة لا فى هوى شهوة كالامم الذين لا يعرفون الله
ان لا يتطاول احد ويطمع على اخيه فى هذا لامر ..............
لان الله لم يدعنا للنجاسة بل فى القداسة , اذ من يرذل لا يرذل انسانا بل الله الذى اعطانا ايضا
روحه القدوس " ( 4 - 8:1 )
من المعروف ان الانسان الروحى اللى هو الذى يحيا حسب الروح وتكون له ثمار روحية
كثيرة جدا فى حياته ولعل من اهم هذه الثمار هى حياة العفة والطهارة ويكفى جدا فى هذه
الايات القليلة التى قرأناها ان نعرف انه يقول " لان هذه هى ارادة الله قداستكم
" اذا كنت تريد ان تعيش حسب ارادة الله يجب عليك ان تعيش حياة القداسة و العفة والطهارة
والنقاوة ومرة اخرى فى نفس الكلمات يقول " لان الله لم يدعونا للنجاسة بل للقداسة . وهذا الموضوع متشعب الى نقاط كثيرة تشمل :
1 - عفة الجسد
2 - عفة الحواس
3- عفة اللسان
4- عفة القلب والفكر
(1) عفة الجسد :
وهى تعنى البعد عن كل ما يثير شهوات الجسد والبعد عن كل الامور الرديئة
التى تتعلق بمحبة العالم وهذا الذى كلمنا عنه يوحنا الحبيب فى
رسالته الاولى (2- 16،15) يقول " لا تحبوا العالم ولا الاشياء التى فى العالم لان كل ما
فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون و تعظم المعيشة ...."
فالانسان العفيف الذى يريد ان يحيا حياة الطهارة هو الذى يبذل كل جهده لان يبتعد عن
الامور الخاصة بمحبة الجسد . فهو من جهته لا يشتهى شيئا يثير شهوة الجسد وفى نفس
الوقت لا يثير شهوة فى غيره فعندما تعلمنا الكنيسة ان الفتاة ممكن ان ترتدى ملابس جيدة
ونظيفة ولكن الامور التى تزيد عن حدها بحيث الملابس هذه يكون لها صورة مثيرة للاخرين
وهى التى تمنعها الكنيسة.
ولذلك معلمنا بولس الرسول يقول كلمة عجيبة جدا فى هذا الامر يقول
" لم تقاوموا بعد مجاهدين حتى الدم ضد الخطية " ماذا يعنى حتى الدم ؟ يعنى حتى الموت .
ممكن الانسان يأتى عليه وقت يقول انا تعبت من هذا الجهاد ,
ممكن واحد يقول انا لا استطيع الاستمرار فى هذا الجهاد, ولكن عندما نقارن هذا الكلام
بقول معلمنا بولس الرسول "مجاهدين حتى الدم ضد الخطية" اى حتى الموت .
وهذا ايضاً كان رد يوسف العفيف لما عُرضت عليه امرأة السقوط فى الخطية
قال " كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطي الى الله " يُعتبر هذا السقوط ليس ضد انسان ولكن ضد الله شخصيا .
ومعلمنا بطرس الرسول تكلم بوضوح عن الزينة الخارجية التى تثير الشهوة وتكلم
عن زينة الروح الوديع الهادى الذى هو عند الله كثير الثمن .
مهما كانت الزين الخارجية للجسد فهى لا شى اطلاقا بالنسبة لزينة الروح الوديع الهادي
الذى هو عند الله كثير الثمن . (1 بط 4:3)
ومن جهة اخرى يجب ان الانسان يضع فى قلبه انه لا يكون سبب عثرة للاخرين .
لان الكتاب المقدس علمنا هكذا " لابد ان تأتى العثرات ولكن ويل للانسان الذى به تأتى العثرة " (مت 7:18)
وعفة الجسد تسود على الانسان الروحى فى علاقاته الجسدية حتى فى سر الزيجة
ولذلك يقول فى الرسالة للعبرانيين (4:13) " ليكن زواجه مكرما عند كل احد والمضجع
غير دنس اما العاهرون والزناة فسيدينهم الله "
(2) عفة الحواس :
وهى تشمل عفة النظر , عفة الاذن , وعفة اليد
+ عفة النظر :
قال السيد المسيح" كل من نظر امرأة يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه "
لكى لا يظن بعض الناس ان مجرد النظرة او مجرد الفكرة ممكن الا نعتبرها سقوط .
لكن السيد المسيح تكلم بوضوح وصراحة .
ولذلك نجد مثلا فى قصة يوسف العفيف يقول عن امرأة "فوطيفار" انها سيدة ومتزوجة من رجل عظيم .
لكن يقول عنها الكتاب " رفعت عينيها الى يوسف " لكى ما يسقط معها فى الخطية.
لهذا قبل ما يخلق الله ادم وحواء خلق لهما كل احتياجاتهم .
خلق السماء و الأرض والشمس والقمر والنجوم والنباتات والحيوانات والطيور والاسماك .
كل ما يحتاجه الانسان لكن الكتاب المقدس يقول عن حواء " انها رأت ان الشجرة جيدة
للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهية للنظر " (تك 6:3) ,
يعنى بداية الخطية من هذه النظرة الشريرة
.+ عفة الاذن :
عندما نتحدث عن عفة الاذن . الاذن الطاهرة هى التى لا تتنسط على غيرها لتسمع اخباره
وتعرف اسراره واحيانا الواحد يتلذذ عندما يسمع اى شى عن غيره . بينما الوحى
الالهى يدعونا الى عكس ذلك تماما ويقول فى سفر الامثال (24-18:17)
" لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك اذا عثر لئلا يرى الرب ويسوء ذلك فى عينيه "
وايضا سمعاع الكلمات الغير لائقة والاحديث الهادمة والغير نافعة للروح
يدنس اذن الانسان الروحى
ولكى نحافظ على عفة وطهارة الاذان ينبغى علينا ان نتدرب الاذن على سمعاع التراتيل
الروحية , عظات , احاديث روحية وما شبيه ذلك
+ عفة اليد :
اليد العفيفة لا تمتد إلى ما لغيرها, سواء بسرقة أو بأى لون من اغتصاب حقوق الغير.
كذلك لا تعتبر يداً عفيفة, تلك التى تفرح بربح غير جائز.
ومثل ما قال فى تيموثاوس الاولى (3:3) " غير طامع بالربح القبيح
الكتاب المقدس يعلمنا عن الابن الضال الذى طلب من ابيه ان يعطيه نصيبه من الميراث .
رغم انه لم يكن له الحق فى هذا الامر لان ابيه مازال حى . واخذ هذا الميراث وبذره
فى عيش مسرف مع العشارين والزوانى وابتدأ ان يحتاج ولم يجد وسيلة الا انه يرجع
الى ابيه
ولكى نحافظ على طهارة وعفة اليد , درب يدك على خدمة الاخرين والمحتاجين , والعطاء
(3 ) عفة اللسان :
طبعا طهارة اللسان تعنى ان هذا اللسان لا يسقط فى خطايا اللسان وما اكثرها
( الادانة - التهكم على الغير- الكلام الجارح – كلام الاستهزاء – كلام الازدراء –
كلام الاحتقار – الكلام القاسى – كلام التشهير – كلام عن الجنس – الكلام المثير –
الكلام المملوء بالعيوب من الناحية الاخلاقية )
ما اكثر خطايا اللسان ولذلك كل ما كان الانسان يدقق جدا فى كل كلمة تخرج منه كلما
عاش نقاوة اللسان و طهارة اللسان .
لذلك قال السيد المسيح " كل كلمة بطالة تخرج من فم الانسان سوف
يعطى عنها حساب يوم الدين " .
الكلمة البطالة هى التى بلا ثمر او عمل لذلك الكلمة التى ليست للبناء سوف يعطى عنها
الانسان حساب يوم الدين ، فكم وكم عندما تكون هذه الكلمة خطأ مثل الشتيمة والكذب والحلفان والادانة ...الخ
لذلك السيد المسيح قال " ليس كل ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم
هذا ينجس الانسان "
(4) عفة القلب والفكر:
هذه الصفة الداخلية, يُبنى عليها كل تعفف من الخارج.
وعفة القلب هى عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس, وعفة المقاصد والنيات والرغبات.
وعن عفة القلب تصدر بلا شك عفة الفكر
الانسان الذى له القلب النقى قال عنه سليمان الحكيم فى سفر الامثال (23:4)
" فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة "
وفى انجيل معلمنا لوقا البشير (45:6) السيد المسيح يتكلم عن " الانسان الصالح من كنز
قلبه الصالح يخرج الصلاح ، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور
لانه من فضلة القلب يتكلم اللسان " .
مهم للغاية ان كلما ادرك الانسان النعم والبركات والخيرات التى اعطها له الله يشعر
تماما كيف يجب ان يحتفظ بطهارة القلب وطهارة الفكر والحواس والمشاعر
++ تدريب لأقتناء فضيلة العفة ++
معلمنا بولس الرسول فى رسالته الاولى الى اهل كرونثوس يقول " اما تعلمون انكم هيكل
الله وروح الله ساكن فيكم ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله
لان هيكل الله مقدس الذى انتم هو "
وهذا يعطينا تصور لامر هام جدا فى حياة الطهارة أن الانسان يشعر من هو .
بمعنى ان و انت خارج الكنيسة مهما بلغ بك الامر لابد ان تراعى كل تصرف
وكل كلمة عندما تدخل من الباب الخارجى للكنيسة.
مثلا اذا كان شخص معتاد التدخين هل اذا دخل الكنيسة يستطيع ان يدخن ؟ طبعا لا .
وهل اذا دخل الهيكل للتقدم للاسرار الالهية هل يتجرأ انه يدخن ؟ طبعا الاجابة مستحيل .
عندما تعرف انك انت نفسك هيكل وروح الله ساكن فيك .
اذن انت داخل الكنيسة او خارج الكنيسة انت هيكل الله .
عندما تركب المواصلات انت هيكل الله و روح الله ساكن فيك
عندما تذهب الى كليتك او مدرستك او عملك انت هيكل الله و روح الله ساكن فيك
الانسان الذى يريد ان يعيش طهارة القلب ونقاوته هو الانسان الذى يشعر فى كل
مكان يذهب اليه انه هو هيكل للروح القدس .
ولذلك معلمنا بولس الرسول فى رسالته الى اهل رومية بيقول " اطلب اليكم ايها الاخوة ا
ن تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية "
فهو يريد ان يعلمنا اننا نقدم اجسادنا ذبيحة مادام جسدنا هو هيكل لله
والهيكل من الاشياء الضرورية لتقديم الذبائح .
ابونا بشوى كامل قال : ليست الطهارة هى مجرد الامتناع عن النجاسة ،
بل هى انشغال بالله حب للمسيح امتلاء من الروح القدس .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى