- mor2osgood
العنوان : cairo university
شفيعك : st.antony
عدد الرسائل : 491
العمر : 32
نقاط : 6157
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
سلسة سؤال محيرنى 1
الجمعة مارس 12, 2010 8:24 pm
:
هل الإنسان مخير أم مسير ؟ وإن كان مخيراً ، فهل هو مخير فى كل شئ ؟
: هناك أمور لا يجد
الإنسان نفسه مخيراً فيها 0
حقاً إن الإنسان لم يكن مخيراً من جهة الوطن الذى ولد فيه ، والشعب
الذى نشأ بينه ، و من جهة الوالدين اللذين ولداه ، نوع البيئة التى أحاطت بطفولته
وتأثيرها عليه ، وكذلك نوع التربية التى عومل بها 0
ولم يكن الإنسان مخيراً من
جهة جنسه ، ذكراً كان أو أنثى ز و لم يكن مخيراً من جهة شكله ولونه ، وطوله أو
قصيره ، ودرجة ذكائه ، وبعض المواهب التى منحت له أو التى حرم منها ، و ما ورثه عن
والديه 00 الخ
و لكن الإنسان فى
تصرفاته و أعماله الأدبية ، هو مخير بلا شك 0
يستطيع أن يعمل هذا العمل أو لا يعمله 0 يستطيع أن يتكلم أو يصمت 0 بل
إنه يستطيع– إن أراد – أن يصلح أشياء كثيرة مما ورثها ، وأن يغير مما تعرض له من تأثير
البيئة والتربية
ويمكنه
أن يلقى الماضى كله جانباً ، ويبدأ حياة جديدة مغايرة للماضى كله ، يتخلص فيها من
كل التأثيرات السابقة التى تعرض لها منذ ولادته
وكم من أناس استطاعوا فى كبرهم أن يتحرروا من تأثيرات البيئة والتربية
والوارثة التى أحاطت بهم فى صغرهم 0 وذلك بدخولهم فى نطاق تأثيرات أخرى جديدة ، عن
طريق القراءة ، أو الصداقة والعشرة ، أو بتأثير مرشدين روحيين ومعلمين جدد ، أو
بتأثير الدين والإجتماعات كما حدث لأشخاص
نشأوا فى حياة ضائعة وتابوا ، أو غيرهم نشاوا فى حياة روحية وضلوا 0
وحتى من جهة المواهب أيضاً 00!
يمكنه أن ينمى المواهب التى ولد بها ، أو أن يضعفها بعدم الإستخدام 0
وقد يكون إنساناً قليل المواهب ، ويستطيع أن يتعهد هذا القليل بالممارسة و
الإهتمام فتكبر مواهبة ، أو يكتسب مواهب لم تكن عنده ، ويصير فى حالة أفضل ممن ولد
موهوباً وأهمل مواهبة 0
وهناك أمور كثيرة تدل على أن الإنسان مخير لا مسير 0
1- إن وجود الوصية الإلهية دليل على أن
الإنسان مخير 0
لأنه إن كان الإنسان مسيراً ، و لا يملك إرادته و لا حريته ، فما معنى
الوصية إذن ؟! و ما فائدة الوصية إن كان الإنسان عاجزاً عن السير فيها ، وإن كان
مسيراً على الرغم منه فى اتجاه عكسى ؟! و على رأى الشاعر الذى قال :
ألقاه فى
اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل
بالماء
وحتى إن كان الإنسان مسيراً فى طريق
الوصية ، فلا لزوم للوصية إذن 0 لأنه سيسير فى هذا الطريق بالذات ، وجدت
الوصية إن لم توجد !!
ولكن الأمر المنطقى هو أن وجود الوصية
دليل على أن الإنسان مخير ، هو فى حريته يتبع وصية الله أو لا يتبعها 0 وهذا ما
نشاهده فعلاً 0 بإمكان الإنسان أن يطيع وصايا الله إن أراد 0 أو يعصاها إن أراد 0
لأن الله وهبه حرية الإرادة وحرية الإختيار0 وضع أمامه الخير ، ولكنه لم يرغمه على
السير فيه 0
2- وجود الخطية دليل على أن
الإنسان مخير 0
فلو كان الإنسان مسيراً ، فهل من
المعقول أن الله يسيره نحو الخطيئة ؟ وبذلك يكون شريكاً معه فى أرتكابها ؟! حاشا0
إن هذا أمر لا يقبله العقل 00 و لا يتفق مطلقاً مع طبيعة الله الذى هو قدوس وصالح
، يكره الشر و لا يوافق عليه ، و يدعو كل الناس إلى التوبة وترك الخطية
إذن حينما توجد خطية ، يكون
الإنسان قد فعلها باختياره و بإرادته ، أى أنه كان مخيراً فيما يفعله 0 إن كان
الإنسان مخيراً فى فعل الشر ، فإنه بالأولى و بالأحرى يكون مخيراً فى فعل الخير ،
وخيراً أيضاً فى أن أيضاً فى أن يتجه إلى التوبه
وترك الخطية 0 والله يدعو الجميع إلى التوبة 0 و لكنه يتركهم إلى اختيارهم
، يتوبون أو لا يتوبون 00
2- وجود الخطية دليل على أن
الإنسان مخير 0
فلو كان الإنسان مسيراً ، فهل من
المعقول أن الله يسيره نحو الخطيئة ؟ وبذلك يكون شريكاً معه فى ارتكابها ؟! حاشا 0
لإن هذا أمر لا يقبله العقل 00 و لا يتفق مطلقاً مع طبيعة الله الذى هو قدوس وصالح
، يكره الشر و لا يوافق عليه ، ويدعو كل الناس إلى التوبة وترك الخطية 0
إذن حينما توجد خطية ، يكون الإنسان قد
فعلها باختياره وبإرادته ، أى أنه كان مخيراً فيما يفعله 0 وإن كان الإنسان مخيراً
فى فعل الشر ، فإنه بالأولى وبالأحرى يكون مخيراً فى فعل الخير ، ومخيراً أيضاً فى
أن يتجه إلى التوبة وترك الخطية 0 والله يدعو الجميع إلى التوبة 0 ولكنه يتركهم
إلى اختيارهم ، يتوبون أو لا يتوبون 00
3- وجود الدينونة دليل على أن
الإنسان مخير 0
مجرد وجود العقاب والثواب
دليل على أن الإنسان مخير فيما يفعله 0 لأنه من أبسط قواعد العدل ، أن لا يحكم على إنسان ما لم يكن فى تصرفاته عاقلاً حراً
مريداً 0 فإن ثبت انعدام الحرية والإرادة ، لا يحكم له أو عليه ، إذ أنه لا
مسئولية حيث لا حرية 0
وبناء على هذا لا يمكن أن
يكن أن يحكم الله على خاطئ بالعذاب الأبدى ، ما لم يكن هذا الإنسان بكامل اختياره
قد شاء لنفسه السلوك الردئ وارتكبه ، فأخذ لنفسه جزاء إرادته وعمله 0 و على قدر ما
تكون له من إرادة ، هكذا تكون عقوبته 0
ومحال أن يعاقب الله إنساناً
مسيراً ، لأنه ما ذنب هذا المسير 0 العقوبة بالأحرى تكون على من سيره نحو الخطأ 0
ونفس الكلام نقوله من ناحية الثواب 0 فالله يكافئ من فعل الخير باختياره
بإرادته ورغبته 0 أما إن كان
مسيراً ، فإنه لا يستحق ثواباً 0
4-وأخيراً ، نود أن نقدم أربع ملاحظات :
أولاً : إن الله يحث كل إنسان على الخير
، ويرشده ليبعد عن الخطأ 0 سواء عن طريق الضمير
أو المرشدين وألآباء والمعلمين ، وبكل عمل النعمة 0 و مع ذلك يتركه إلى
اختياره يقبل أو لا يقبل 0
ثانياً : إن الله يتدخل أحياناً لإيقاف شرور معينه ،
يمنع من ارتكابها 0 و فى هذه الحالة لا يكون فضل لمن ترك هذا الشر ، و لا يكون له
ثواب 0هنا من أجل الصالح ، يسير الله الأمور بنفسه ، أو يحول الشر إلى
خير 0 أما فى باقى أمور الإنسان العادية وتصرفاته فهو مخير ويملك إرادته 0
ثالثاً : قد يفقد الإنسان إرادته بإرادته 0 أى أنه ربما
بإرادته يستسلم لخطية معينة ، إلى أن تصير عادة أو طبعاً ، يخضع لها فيما بعد
ويفعل ما يريده هذا الطبع ، وكأنه أمامه يغير إرادة
ولكنها عدم إرادة ، تسببت عن إرادة سابقة ، فعلها
الإنسان و هو مخير 0
رابعا :
إن الله سيحاسب كل إنسان فى اليوم
الأخير ، على قدر ما وهبه من عقل وإدراك ، وعلى قدر ما لديه من إمكانية وإرادة
واختيار 0 ويضع الله فى اعتباره ظروف الإنسان ، و ما يتعرض له من ضغوط ، مدى قدرته
أو عدم قدرته فى الإنتصار على هذه الضغوط 0
- MONYvery good
العنوان : قلب يسوع
شفيعك : البابا كيرلس والانبا مقار
عدد الرسائل : 830
العمر : 32
نقاط : 7188
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
رد: سلسة سؤال محيرنى 1
السبت مارس 13, 2010 2:14 pm
موضوع بجد رااااااااااائع جدا
ربنا يعوض تعب محبتك
ربنا يعوض تعب محبتك
- mor2osgood
العنوان : cairo university
شفيعك : st.antony
عدد الرسائل : 491
العمر : 32
نقاط : 6157
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
رد: سلسة سؤال محيرنى 1
الأحد مارس 14, 2010 7:29 pm
ميرسى خالص ليكوا على مروركوا
الجميل ده
الجميل ده
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى