تأملاتي الشخصية ( نوعين من الناس )

28«مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لِإِنْسَانٍ ابْنَانِ فَجَاءَ إِلَى الأَوَّلِ وَقَالَ : يَا ابْنِي
اذْهَبِ الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. 29فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ. وَلَكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً
وَمَضَى. 30وَجَاءَ إِلَى الثَّانِي وَقَالَ كَذَلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ
يَمْضِ. 31فَأَيُّ الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐلأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ
اللَّهِ 32لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ
وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ».
---------------------------
معنى هذا المثل واضح تماماً .
فقادة اليهود هم الذين اظهروا الاستعداد بطاعة الله بكلامهم ، لكنهم
فعلاً لم يطيعوه .
كالابن الذى قال بكل تقدير : ها أنا ياسيد ولكنه لم يذهب ليعمل
اراده ابيه .
والعشارين والزواني هم الذين اعلنوا انهم يرفضون السير في طريق الله
، وساروا في طريقهم ، لكنهم اخيراً ندموا وعادوا إلي طريق الله .
كالابن الذي عندما سمع دعوة ابيه قال : <<ما اريد>> ولكنه ندم
اخيراً ومضي .
والمدخل الصحيح لهذا المثل انه لم يمدح احداً في الواقع .
انه يضع امامنا صورة لنوعين رديئين من الناس ، ومع ذلك فنوع
كان افضل من التانى .
وفي هذه القصة لانجد واحداً من الابنين يدخل البهجة والفرح إلي قلب
ابيه ، وكل منهما لم يصل إلي الارضاء الكامل لابيه .
إن الابن المثالي هو الذي يسمع وصية ابيه باحترام وتقدير ، ويقوم
بتنفيذ امره دون تأخير او تردد ....
لم يكن احد الابنين مثالياً ، ولكن الذي ندم واطاع في النهاية
صار افضل بكثير ممكن لم يطع .
هذا المثل يحمل لنا عدة دروس أبعد من هذا المعني المباشر .
فإنه يوضح لنا ان هناك نوعين من الناس في هذا العالم .
النوع الاول : يظهر باقواله أفضل مما يقدم بافعال .
ان امثال هؤلاء الناس يسرعون بالتعهدات والعزائم ويظهرون
صورة رائعة في الغيرة والحماسة والتقوي والولاء .... ولكن افعالهم تتاخر
كثيراً عن مستوي كلامهم .
النوع التانى : تفوق اعماله اقواله .
فهؤلاء تبدو عليهم الخشونة والغلاظه والعناد ، لكنهم يقومون بأعمال
كثيرة من اعمال الخير والرحمة في الخفاء ، كأنهم يخجلون منها .
وقد يظهر عليهم انهم لايهتمون بالدين ولكنهم في الواقع يعيشون حياة
اقرب إلي ، ممن يعلنون انهم مسيحيون ......
ولعلنا تقابلنا مع افراد من هذين النوعين من الناس :
من تفوق اعمالهم اقوالهم ، ومن تفوق اقوالهم اعمالهم ....
والحقيقة ان هذين النوعين ردئ .... وبينما نفضل النوع الاول علي
التاني " من تفوق اعمالهم اقوالهم " لكن الافضل هو ان تتفق المظاهر
الطيبة مع الافعال الطيبة .
ان الطريق المسيحي هو طريق العمل لا الكلام ....
واسلوب المسيحي في العمل هو الطاعة بسرور ورضا وسخاء .